شهدت العاصمة المغربية الرباط، يوم الأحد، مسيرة جماهيرية ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، استجابة لدعوة الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وذلك في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من الحصار والتجويع والإبادة، وسط تواطؤ دولي وتقاعس عربي وإسلامي.
المسيرة التي جابت شوارع العاصمة رفعت شعارات قوية تندّد بالصمت الرسمي العربي، وتحمّل الأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية ما يجري، مطالبة بوقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وعلى رأسها التطبيع المغربي-الإسرائيلي، الذي يعتبره المحتجون خيانة للقضية الفلسطينية ولتاريخ المغرب وموقفه الشعبي الراسخ من فلسطين.
تأتي هذه المسيرة الشعبية في وقت تعيش فيه غزة أوضاعًا كارثية بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أشهر، والذي حوّل القطاع إلى منطقة منكوبة. فإضافة إلى القصف العشوائي والتدمير الممنهج للمنازل والمستشفيات، تمارس إسرائيل سياسة تجويع منظمة، حيث منعت دخول المواد الغذائية والطبية، ما أدى إلى انتشار المجاعة وسوء التغذية بين الأطفال والرضّع، وانهيار المنظومة الصحية بالكامل.
ووفقًا لتقارير منظمات إنسانية، فإن ما يجري في غزة هو “إبادة جماعية بطيئة”، تنفذها إسرائيل تحت أنظار المجتمع الدولي، في ظل تجاهل صارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني.
في مواجهة هذا الوضع، عبّر المحتجون في الرباط عن غضبهم من الموقف الرسمي المغربي، ورفضهم القاطع لاتفاقيات التطبيع التي وقّعتها الرباط مع تل أبيب منذ عام 2020، مطالبين بقطع جميع أشكال التعاون الأمني والاقتصادي والسياسي مع الكيان الذي وصفوه بـ”المجرم”.
وشدّد المشاركون على أن الشعب المغربي لم ولن يساوم على موقفه من فلسطين، رافضين أن يتم توظيف اسم المغرب لتجميل صورة الاحتلال أمام العالم. ونددوا بمحاولات الاختراق الصهيوني للمجتمع المغربي عبر التعليم والإعلام والاقتصاد، محذرين من مخاطر هذا المسار على هوية المغرب ومكانته بين الشعوب.
كما عبّر المتظاهرون عن استيائهم العميق من الصمت والتقاعس المريبين للأنظمة العربية والإسلامية، معتبرين أن تخلي هذه الأنظمة عن مسؤولياتها التاريخية تجاه فلسطين لا يقل فظاعة عن جرائم الاحتلال ذاته. بل إن البعض ذهب إلى حدّ اتهام بعض الأنظمة بالمشاركة الضمنية في الجريمة من خلال التطبيع، أو عبر دعم سياسات الحصار، أو بالسكوت المطبق في المحافل الدولية.
وأكّد المشاركون في المسيرة على ضرورة استمرار الضغط الشعبي في المغرب وسائر الدول العربية والإسلامية لإسقاط كل أشكال التطبيع، والتصدي لكل محاولات تغلغل الكيان الإسرائيلي في المجتمعات. كما دعوا إلى إعادة توجيه البوصلة نحو دعم المقاومة الفلسطينية بكل السبل الممكنة، وفضح جرائم الاحتلال ومسانديه.
المسيرة كانت أيضًا مناسبة لتجديد العهد مع القضية الفلسطينية، وللتأكيد على أن التطبيع لا يمثّل الشعوب، وأن فلسطين ستظل قضية مركزية لكل أحرار العالم.
هيئة التحرير.
تعليقات
0لا يوجد تعليقات بعد..