يستعد مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مسعد بولوس، للقيام بجولة تشمل دول المغرب العربي، في إطار جهود دبلوماسية أمريكية جديدة لإعادة صياغة سياسات واشنطن في منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية رفيعة المستوى تحدثت مع صحيفة thegeopoliticaldesk، فإن زيارة بولوس تندرج ضمن استراتيجية أوسع لإدارة ترامب تهدف إلى إعادة ترتيب الأولويات الأمريكية في المنطقة، مع تركيز على تسوية النزاعات وتعزيز مبدأ “التجارة بدلاً من المساعدات”، وهو تحوّل واضح عن السياسة التقليدية التي اعتمدت سابقاً على الدعم الإنساني والتنمية.
ويُعتبر مسعد بولوس شخصية بارزة في الإدارة الأمريكية السابقة، حيث لعب دوراً محورياً كمبعوث خاص لمنطقة البحيرات الكبرى في إفريقيا، وساهم في تحقيق اختراقات دبلوماسية بارزة، خاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، عبر فتح قنوات تفاوضية كانت متوقفة منذ سنوات.
الجولة المرتقبة في المغرب العربي ستضع بولوس أمام تحديات معقدة، خصوصاً في ليبيا والسودان، حيث تتشابك الأزمات السياسية والأمنية مع تدخلات إقليمية ودولية متعددة. وتشير مصادر مطلعة إلى أن أجندة المستشار تشمل لقاءات مع قادة ومسؤولين كبار ومنظمات إقليمية، بهدف البحث عن سبل التهدئة وبناء شراكات اقتصادية جديدة.
ويُعتقد أن إدارة ترامب تسعى إلى تسوية عدة نزاعات طويلة الأمد، وعلى رأسها نزاع الصحراء، في مسعى لرئاسة ترامب للفوز بجائزة نوبل للسلام.
وقد أعلن مسعد بولوس سابقاً أنه سيزور المغرب والجزائر ضمن هذه المساعي لتسريع إيجاد حل لنزاع الصحراء.
وقال بولوس في مقابلة مع قناة “العربية” إن موقف واشنطن من قضية الصحراء “واضح جداً ولا يحتمل أي شك أو لبس”، مؤكدًا اعتراف الولايات المتحدة “الكامل والتام بسيادة المغرب على الصحراء”.
وأشار إلى أن إدارة ترامب تعتبر ملف الصحراء ذا أهمية قصوى لحل النزاع، مضيفاً أن النزاع يمتد لأكثر من 50 عاماً، وأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو شدد خلال لقائه مع نظيره المغربي ناصر بوريطة على ضرورة الإسراع في إيجاد حل.
كما ذكر بولوس أن ترامب كان يأمل في حل القضية عام 2020 عندما أعلن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، لكنه أكد أن الوقت لم يكن كافياً حينها.
وأكد مستشار ترامب أنه رغم التغييرات في الإدارة الأمريكية، هناك تصميم واضح على المضي قدمًا نحو إيجاد حل للنزاع، معبراً عن أمله في أن تكون العلاقات بين المغرب والجزائر قائمة على الأخوة والتعاون.
ويعتقد مراقبون أن واشنطن قد تدعو في الأشهر القادمة المغرب والجزائر لتوقيع اتفاق سلام ينهي النزاع حول الصحراء، ويلزم الجزائر بتفكيك الجماعة الانفصالية “البوليساريو”.
تعليقات
0لا يوجد تعليقات بعد..