شهدت الجزائر أمس موجة حرائق غير مسبوقة تجاوزت 22 حريقًا في 8 ولايات، في قلب فصل الشتاء البارد، ما أثار دهشة واسعة وغضبًا وتساؤلات حول إمكانية افتعالها لأهداف غير بيئية.
لغز التوقيت: حرائق في عز الشتاء
التناقض الكبير بين موسم حدوث الظاهرة وحجمها أثار الجدل، إذ اندلعت حرائق ضخمة في ولايات مثل تيبازة، تيزي وزو، بجاية، جيجل، وتلمسان، رغم انخفاض درجات الحرارة، وهو ما يتعارض مع المنطق الطبيعي.
هذا الغموض دفع شخصيات عامة للتدخل بقوة:
“سبحان الله العظيم… في قلب الشتاء، وفي وقت متقارب، تندلع 17 حريقًا في 8 ولايات… إنه مشهد يثير القلق… فلا يمكن لعاقل أن يصدّق أن كل هذه الحرائق صدفة أو طبيعية في هذا التوقيت بالذات. ما يحدث إنذار خطير يستوجب تحقيقًا عاجلًا…”
تعكس هذه التصريحات مستوى الشكوك لدى شريحة واسعة من الجزائريين، الذين يرون أن تزامن الحرائق واتساع رقعتها يشير بوضوح إلى أنها ليست عفوية.
ربط الحرائق بالصراع السياسي
في ظل غياب تفسير رسمي مقنع، سارع نشطاء وصحفيون لربط الحرائق بمحاولات سياسية تهدف إلى تشتيت الرأي العام عن قضايا حساسة، مثل:
-
الخلافات المتعلقة بملفات إقليمية أو دبلوماسية.
-
الانتقادات الموجهة للمشاريع التنموية الفاشلة.
-
ملف الإفراج عن الروائي بوعلام صنصال.
بعد صيف صعب شهد حرائق واسعة، يجد الجزائريون أنفسهم أمام نيران شتوية غامضة، ما يعزز القلق ويدفع البعض للاعتقاد بأنها قد تكون مفتعلة لأغراض سياسية.
جهود الإخماد والتحدي الأكبر
أكدت السلطات الجزائرية أن فرق الحماية المدنية تعمل بالوسائل البرية والجوية للسيطرة على الحرائق وإجلاء المتضررين. لكن التحدي الأكبر يكمن في تقديم تفسير شفاف وموثوق يقطع الطريق على الشكوك والتحليلات السياسية المنتشرة في الشارع ووسائل الإعلام.
يبقى السؤال مطروحًا: هل ستكشف التحقيقات عن أسباب بيئية غير معتادة لهذه الحرائق الشتوية، أم ستؤكد مخاوف الشارع بشأن أيادٍ سياسية أشعلت النيران في عز البرد؟



تعليقات
0لا يوجد تعليقات بعد..