سيطر خبر فوز المرشح المسلم زهران ممداني في انتخابات عمدة نيويورك الأسبوع الماضي على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وتحول إلى الملف الأبرز الذي شغل النشطاء، وسط نقاش واسع حول انعكاسات هذا الحدث على المواقف الأمريكية تجاه القضايا العربية والفلسطينية.
ويُعرف عن ممداني دعمه القوي للقضية الفلسطينية وانتقاده الحاد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقد أثارت تصريحاته عام 2023 حول الجيش الإسرائيلي جدلاً واسعًا. وسرعان ما تصدّر اسمه قائمة الوسوم الأكثر تداولًا على وسائل التواصل، وأشعل جدلًا حول التحول في الرأي العام الأمريكي وتأثيره المحتمل على السياسات تجاه العالم العربي.
أول مسلم من أصول مهاجرة
وصف كثير من المحللين والفلسطينيين فوز ممداني بأنه حدث تاريخي، ليس فقط كونه أول مسلم من أصول مهاجرة يتولى قيادة أكبر مدينة أمريكية، بل لأنه فاز وسط استقطاب سياسي حاد وأزمة اقتصادية واجتماعية، متفوقًا على شخصيات بارزة مثل أندرو كومو وكورتيس سليوا، وبدعم من التيار الديمقراطي الاشتراكي.
وأشاروا إلى أن مدينة نيويورك ليست مجرد مركز محلي، بل قلب نابض للولايات المتحدة اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا، وأن فوز ممداني يجسد التعددية ويعزز قيم الانفتاح والتمثيل العادل.
ردود عربية وعالمية
علق العديد من الإعلاميين والكتاب العرب على فوزه، معتبرين أنه يمثل صدمة للتيارات المحافظة وللوبي الصهيوني في أمريكا. وصفه البعض بأنه “زلزال تاريخي” و”أثر طوفان الأقصى”، مؤكدين أن التضحيات الفلسطينية في غزة ساهمت في قلب الطاولة ضد الرواية الصهيونية.
ورغم التفاؤل العربي، أعرب بعض المحللين عن الحذر، معتبرين أن ممداني يمثل التيار الليبرالي التقدمي في المدن الكبرى الأمريكية، وأن نجاحه لا يعني بالضرورة انتصارًا مباشرًا للقضية الفلسطينية، لكنه يفتح أفقًا جديدًا للوعي الجماعي والسياسي.
أبعاد سياسية وأخلاقية
فاز ممداني دون تقديم فروض الولاء لأي جهة، معلنًا دعمه لفلسطين علنًا، وهو ما اعتبره كثيرون انتصارًا أخلاقيًا ورمزًا للتغيير السياسي والاجتماعي في أمريكا. وأكد بعض الكتاب أن فوزه يمثل نموذجًا للتعددية والمواطنة القائمة على العدالة والمساواة، على عكس الأنظمة التقليدية التي لا تتقبل الاختلاف والتعددية الفكرية والسياسية.



تعليقات
0لا يوجد تعليقات بعد..