فشل محاولة اختراق من المخابرات الجزائرية تستهدف موقع lemed24

في إطار محاولاتها المستمرة لإسكات الأصوات الحرة التي تكشف عن قضايا فساد النظام الجزائري، قامت جهات تابعة للمخابرات الجزائرية بمحاولة اختراق وتدمير موقع المتوسطي lemed24 الخاص بالصحفي هشام عبود، المعروف بانتقاده الشديد للنظام الجزائري وكشفه للحقائق.
تم الاختراق من خلال الوصول إلى البريد الإلكتروني الشخصي لعبود. استهدف هذا الهجوم السيطرة على حساب الاستضافة الخاص بالموقع، مما أتاح للمخترق الوصول إلى الموقع وحذف جميع المحتويات، ثم نشر صور تحمل ادعاءات كاذبة بأن هاكرز مغاربة هم من قاموا بالهجوم، في محاولة لتضليل زوار الموقع.
تفاصيل الهجوم واسترجاع الموقع
بدأ المخترق بالدخول إلى بريد هشام عبود، ومنه إلى حساب الاستضافة ثم إلى الموقع، حيث تمكن من حذف كافة المقالات وإضافة صور تُروّج لفكرة تورط هاكرز مغاربة. استجاب فريق الدعم التقني بسرعة واستعاد الوصول إلى الموقع، لكن المخترق عاد وأضاف صورة أخرى مستفزة، ما دفع الفريق لمواصلة العمل لإعادة الموقع وجميع المحتويات المحذوفة. ورغم الهجمات المتكررة، تمكّن الفريق من استعادة الموقع بالكامل، بينما استمر المخترق بمحاولات الوصول غير الشرعي لحساب الاستضافة، ليقوم مجددًا بحذف الموقع بالكامل.
وظل الموقع محذوفًا لمدة ثلاثة أيام، في هذه الفترة عمل الفريق التقني بلا كلل لاستعادة السيطرة على الموقع وإعادة جميع المقالات.
أخيرًا، تمت استعادة حساب الاستضافة، وإعادة الموقع الإلكتروني، وأيضًا استعادة البريد الإلكتروني الشخصي لعبود. وقد كشفت التحقيقات التقنية أن موقع الاختراق كان من الجزائر، مما يشير بقوة إلى تورط أجهزة المخابرات الجزائرية.
تزامن هذا الهجوم مع سلسلة من الانتهاكات التي ترتكبها السلطات الجزائرية ضد الصحفيين والنشطاء. وتشير تقارير متطابقة إلى تصعيد خطير في استخدام أساليب القمع، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية، وتلفيق تهم فضفاضة مثل “نشر أخبار كاذبة” أو “تهديد الأمن القومي”.
وفي تطور يكشف عن مدى اليأس الذي وصلت إليه الجهات المسؤولة عن الاختراق، حاولت هذه الأخيرة رشوة أحد أعضاء الفريق برسالة تتضمن عرضًا ماليًا مقابل الحصول على الحاسوب الشخصي الخاص بهشام عبود. هذه الخطوة تُظهر بوضوح مدى الإصرار على تدمير صوت الصحافة الحرة، وتمثل تصعيدًا مفضوحًا في الحرب على الكلمة الصادقة.
هذا الاعتداء، بأساليبه الفاشلة وتضليله المفضوح، يفضح ضعف المخابرات الجزائرية في كبح جماح الصحافة المستقلة، ويؤكد عجزها عن إسكات صوت هشام عبود الذي يواصل فضح الفساد بكل شجاعة.
إن محاولات القمع والترهيب لن تنجح في كمّ الأفواه الحرة، وستبقى الحقيقة أقوى من كل محاولات التعتيم. ويؤكد فريق الموقع التزامه الراسخ بالدفاع عن حرية الصحافة، وعدم الرضوخ لأي ضغوط أو إغراءات، مؤمنين بأن الكلمة الصادقة ستظل دائمًا أقوى سلاح في وجه الظلم والاستبداد.