تلقت الدبلوماسية الجزائرية صفعة قوية بعد أن رفضت موريتانيا بشكل قاطع طلب جبهة البوليساريو بفتح ما يُسمّى بـ“سفارة” في نواكشوط، في خطوة تعبّر عن موقف واقعي وحكيم من جانب السلطات الموريتانية، التي اختارت الحياد الإيجابي والاستقرار الإقليمي بدل الانخراط في مغامرات سياسية خاسرة.
هذا الرفض القاطع شكّل إحراجًا كبيرًا للنظام العسكري الجزائري، الذي يقف وراء محاولات البوليساريو لتوسيع حضورها الرمزي في القارة. فبعد عقود من الدعم المالي والسياسي للجبهة الانفصالية، تجد الجزائر نفسها أمام عزلة دبلوماسية متزايدة، خصوصًا بعد أن أصبح الموقف الدولي يميل بوضوح نحو حل الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، كما نصّ على ذلك القرار الأممي رقم 2797 الصادر نهاية أكتوبر 2025.
موريتانيا تختار الواقعية والعقلانية
منذ وصول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الحكم، تبنّت موريتانيا سياسة متوازنة تجاه قضية الصحراء، قائمة على الحياد الإيجابي والتعاون الإقليمي. ورفضها استقبال “سفارة” لكيان غير معترف به من الأمم المتحدة، يُعدّ تأكيدًا على التزامها بالشرعية الدولية وحرصها على عدم الانجرار إلى صراعات عبثية.
انكشاف عزلة البوليساريو والجزائر
قرار نواكشوط كشف واقعًا طالما حاولت الجزائر إخفاءه: جبهة البوليساريو فقدت كل مصداقيتها، ولم تعد تحظى بدعم مؤثر داخل إفريقيا.
فخطابها المتجاوز للواقع، والمبني على شعارات سبعينيات القرن الماضي، أصبح منفصلاً تمامًا عن التحولات الميدانية والسياسية التي جعلت الصحراء المغربية نموذجًا في التنمية والاستقرار.
معسكر تندوف… سراب يتلاشى
في المقابل، يعيش سكان مخيمات تندوف أوضاعًا مأساوية، في ظل تدهور إنساني متزايد، واستغلال سياسي ممنهج من قِبل قيادة الجبهة التي ترفض أي حل واقعي. أما زعيمها إبراهيم غالي، فيواصل مسرحية “الدبلوماسية الوهمية” عبر بيانات وتصريحات بلا أثر، بحثًا عن شرعية مفقودة منذ زمن.
فشل جديد للجزائر
إن رفض موريتانيا لهذه الخطوة يُعدّ إخفاقًا دبلوماسيًا جديدًا للنظام الجزائري، ويؤكد فشل سياسته الخارجية القائمة على محاولات عبثية لعزل المغرب.
فبينما يرسّخ المغرب مكانته كشريك موثوق في القارة الإفريقية ويعزز حضوره السياسي والاقتصادي، تزداد عزلة الجزائر، التي تبدو أسيرة لعدائها التاريخي للمغرب أكثر من انشغالها بمصالح شعبها أو استقرار منطقتها.



تعليقات
0لا يوجد تعليقات بعد..