أثارت تصريحات الصحفي الإسباني ألبرت ليسان حول نجم برشلونة الشاب لامين يامال عاصفة من الجدل في الأوساط الرياضية والإعلامية، بعد أن وصف قراره بتمثيل المنتخب الإسباني بدلًا من المغرب بأنه “خطأ فادح” سيؤثر على مستقبله الرياضي ومسيرته الدولية. تصريحات ليسان فتحت الباب لنقاش أوسع حول معضلة اللاعبين مزدوجي الجنسية، والضغوط التي تواجههم عند الاختيار بين جذورهم العائلية وطموحاتهم الاحترافية.
تصريحات صادمة: خطأ في الاختيار؟
في برنامج “روندياندو” الإسباني، لم يتردد ليسان في القول إن اختيار يامال لإسبانيا كان “قرارًا خاطئًا”، موضحًا أن المغرب، بعد تتويجه بمونديال الشباب، أصبح يشكل بيئة مثالية للاعتراف بالمواهب ودعمها جماهيريًا. وأضاف أن اللاعب سيجد صعوبة في كسب التقدير في إسبانيا رغم مهاراته الكبيرة، لأن المجتمع الكروي هناك “لا يمنح الاحترام الكامل لمن يعتبرونه من الخارج”.
أبعاد القرار: بين الأسرة والوطن
كشف ليسان أن قرار يامال لم يكن بعيدًا عن تأثير العائلة، مشيرًا إلى أن والده كان يميل إلى اختيار المغرب، في حين ضغطت والدته وألبرت لوكي أحد المقربين من الاتحاد الإسباني – لإقناعه بتمثيل إسبانيا. هذا الصراع العائلي يعكس واقعًا مألوفًا لدى العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة الانتماء وسندان الطموح المهني.
الإعلام والاعتراف الدولي
أشار الصحفي الإسباني إلى أن حتى كبار اللاعبين الإسبان مثل رودري لم ينالوا التقدير الكامل من الإعلام المحلي، معتبرًا أن الطريق أمام يامال لن يكون سهلًا. وأضاف: “حتى لو فزت بكأس العالم، لن يسمحوا لك بالحصول على الكرة الذهبية”، في إشارة إلى الحواجز الخفية داخل الوسط الإعلامي الإسباني تجاه اللاعبين من أصول غير إسبانية خالصة.
المغرب: الوطن المفقود؟
توقف ليسان عند البُعد الرمزي لاختيار المنتخب، معتبرًا أن المغرب كان سيمثل “الوطن الداعم” ليامال، ويمنحه احتضانًا جماهيريًا ومعنويًا لا مثيل له. وأوضح أن هذا الخيار لم يكن مجرد مسألة رياضية، بل قضية انتماء وهوية تتجاوز حدود الملاعب، وتؤثر في مسار اللاعب على المدى الطويل.
جدل مفتوح حول الهوية والطموح
تصريحات ألبرت ليسان حول لامين يامال تجاوزت الجانب الرياضي لتلامس قضايا أعمق تتعلق بالهوية والانتماء والاعتراف. فالقصة لا تتوقف عند اختيار المنتخب، بل تمتد إلى تساؤلات حول الدعم الإعلامي، الاعتراف الدولي، ومستقبل اللاعب بين برشلونة والمنتخب الإسباني، في مقابل “الوطن الذي تركه خلفه” المغرب.



تعليقات
0لا يوجد تعليقات بعد..