تواصل السلطات الإسبانية تحقيقاتها بشأن حادث اختفاء ما لا يقل عن 18 مهاجرا كانوا على متن قارب انطلق من السواحل الجزائرية، وذلك بعد إنقاذ خمسة أشخاص فقط جنوب جزيرة كابريرا في البحر المتوسط، وسط ظروف بحرية معقدة ساهمت في تفاقم المأساة.

وبحسب صحيفة ألباييس الإسبانية، فإن خفر السواحل تمكن من إنقاذ الناجين الخمسة، بينما كان مجموع ركاب القارب عند انطلاقه يصل إلى 23 مهاجرا. وتشير إفادات الناجين إلى أن الرحلة البحرية اتسمت بصعوبة بالغة نتيجة الأمواج العاتية ونقص وسائل النجاة، ما دفع عددا من المهاجرين إلى فقدان الأمل في الوصول إلى بر آمن.

وجرى العثور على القارب بعدما رصدته طائرة مراقبة تابعة لوكالة فرونتكس، حيث كان ينجرف على بعد نحو 40 ميلا بحريا جنوب جزيرة كابريرا. وسارعت سفينة الإنقاذ الإسبانية Concepción Arenal إلى التدخل، حيث قامت بانتشال الناجين ونقلهم إلى ميناء إيبيزا، حيث خضعوا لفحوصات طبية عاجلة وتلقوا الإسعافات الضرورية.

وتعمل الشرطة الإسبانية حاليا على جمع شهادات الناجين وتوثيق مسار الرحلة وظروف اختفاء بقية المهاجرين، في إطار تحقيق شامل يروم فهم ملابسات الحادث بدقة. كما تستعد فرق الإنقاذ لتوسيع نطاق عمليات البحث في البحر، في وقت صدرت فيه تحذيرات للملاّحين وسكان السواحل لاحتمال ظهور دلائل جديدة تقود إلى تحديد مصير المفقودين.

وتأتي هذه الحادثة لتعيد إلى الواجهة المخاطر الكبيرة التي يواجهها المهاجرون غير النظاميين في محاولاتهم لعبور البحر المتوسط، في ظل اعتماد قوارب غير آمنة وافتقار الرحلات لوسائل حماية أساسية تضمن النجاة في حالة الطوارئ.