لم يسعني إلا التعليق على ما أعتبره “صورة اليوم”. صورةٌ تُغني، في حد ذاتها، عن ألف كلمة. هذه الصورة، المأخوذة من تسلسل رسمي، لا تكشف عن هيبة رئيس دولة، بل عن قلة خبرة حاشيته اللاذعة.
تُظهر رئيسًا متجمدًا، وحيدًا، أمام لافتة ضخمة تُسحقه بدلًا من أن تُكرمه. فبينما كان ينبغي للصورة أن تُضخّم قوة الدولة المضيفة وتُعبّر عن زخم اجتماع قاري، إلا أنها لم تُضف سوى انطباع بالفراغ المُريع والعزلة المُصطنعة.
هذا ليس مجرد خرق بصري، بل هو دليل على خلل أعمق: غياب الرؤية الاستراتيجية لدى من يدّعون إتقان فن تمثيل السلطة. في وقتٍ تُشكّل فيه كل لقطةٍ صورةَ الأمة فورًا، كيف يُمكننا تفسير عدم قدرة أيٍّ من المستشارين على توقع الأثر الرمزي لمثل هذا المقطع؟
في التواصل السياسي، لا يكون التمثيل ثانويًا أبدًا: إنه لغة السلطة الصامتة. هنا، تتلعثم هذه اللغة، والصورة تُناقض الخطاب.
بدلًا من أن يُجسّد رئيس الدولة السلطة والضيافة، يبدو مُختزلًا في بيئته الخاصة. وليس دوره وحده هو الذي يُضعف: بل إن جهاز الدولة بأكمله يُثبت عجزه عن تحويل البروتوكول إلى هيبة، مُفضّلًا تقبّل الصور على عكسها.
محسن بلعباس، الرئيس السابق للحزب الجمهوري الديمقراطي (RCD)