تشير معطيات حصرية إلى أن المغرب يخطو نحو مرحلة جديدة من تحديث قواته الجوية، عبر مفاوضات متقدمة مع الولايات المتحدة الأمريكية لاقتناء مقاتلات الجيل الخامس F-35، في خطوة تاريخية تُعد الأولى من نوعها في إفريقيا والعالم العربي خارج الشرق الأوسط.

ووفق تقرير موقع Africa Intelligence المتخصص بالشؤون العسكرية والاستخباراتية، فقد بلغت المحادثات مراحل متقدمة، بعد حصول المغرب على موافقة إسرائيلية رسمية، ضمن إطار ما يعرف بـ “قانون التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي” (Israel’s Qualitative Military Edge)، الذي يضمن الحفاظ على تفوق إسرائيل العسكري في الشرق الأوسط قبل أي صفقة تسليح لدول المنطقة. وأكد التقرير أن تل أبيب لم تعترض على الصفقة، بل أبدت استعدادها للتعاون في الجوانب التقنية والاستخباراتية، مما يعكس تنسيقًا ثلاثيًا متناميًا بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل.

تفاصيل الصفقة العسكرية:

تُعد طائرات F-35A، النسخة الأقرب لاحتياجات المغرب، من أكثر المقاتلات تطورًا في العالم، إذ تمتاز بقدرة على التخفي، وربط شبكي متقدم، ومدى عملياتي يتجاوز 1200 ميل بحري، مع قدرة على حمل ذخائر تصل إلى 18 ألف رطل، ومدفع داخلي من عيار 25 ملم. وتشير المصادر إلى أن الصفقة قد تشمل أيضًا طائرات شحن من نوع C-130، إضافة إلى إنشاء مصنع متخصص في صناعة وصيانة قطع الغيار العسكرية داخل المملكة، مما يمثل قفزة نوعية في مسار الاكتفاء الذاتي الدفاعي والتصنيع المحلي.

أهمية الصفقة للمغرب:

في حال تم إتمامها، ستمنح هذه الصفقة المغرب تفوقًا تكنولوجيًا غير مسبوق في شمال إفريقيا، معززة موقع المملكة كشريك أمني استراتيجي للولايات المتحدة، ومؤكدًا دوره المحوري في استقرار المنطقة وحماية الملاحة البحرية. كما ستحدث الصفقة تحولًا في العقيدة الدفاعية المغربية، من الاعتماد على التوريد إلى مرحلة التصنيع والتطوير المحلي، وهو ما يساهم في بناء قوة دفاعية متكاملة ومستقلة القرار.

ردع التحديات الإقليمية:

تأتي هذه الخطوة في سياق سباق تسلح متسارع مع الجزائر، التي حصلت مؤخرًا على مقاتلات روسية متطورة من طراز Su-57. ويُتوقع أن يعزز إدراج مقاتلات F-35 أسطول القوات الجوية الملكية قدرة المغرب على تحقيق توازن الردع الإقليمي، بما يضمن تفوقه العسكري ويحد من أي تهديدات محتملة في المنطقة.

صفقة F-35 ليست مجرد اتفاق عسكري، بل تمثل تحولًا استراتيجيًا شاملًا يرسخ مكانة المغرب كقوة إقليمية متقدمة، قادرة على حماية فضائها السيادي وتحديث قواتها المسلحة، وتعزيز الشراكة الأمنية مع القوى الكبرى. إنها لحظة فارقة في تاريخ القوات المسلحة الملكية، تؤكد الطموح المغربي في بناء قوة دفاعية متطورة، متوازنة، ومستقلة.